على(١) إطلاق الكلام على ما في النفس من الإلهامات ، وعليه فإنّه(٢) يكون دليلاً للأشاعرة على إطلاق الكلام على النفسي حقيقة ، وهو ضعيف لاحتمال أن يراد(٣) كون الملهَم هو اللفظ دون المعنى لأنّ كلام الله مخلوق ، فإنّه يخلقه في النفس كما يخلقه(٤) في شجرة طور ، ويطلق على اللفظي المسموع ـ كما بيّن حقيقته(٥) ـ بقوله : (أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَاب) وهو الكلام اللفظي المخلوق.
وفي الآية أيضاً دلالة على نسبة الحكاية من الكلام إلى المحكي عنه وإلى الحاكي مجازاً.
الآية الحادية عشرة : قوله تعالى : (إنَّهُ لَقَوْلُ رَسُول كَرِيم)(٦) فإنّه يدلّ على ثبوت الحقيقة الشرعية ، فإنّ من جملة قول القرآن أسماء العبادات والمعاملات المرسومة فيه ممّا لا يعرف أهل اللغة معناه من الطهارة والصلاة والزكاة والصوم والاعتكاف والحجّ والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والبيع والصلح والإجارة والنكاح ونحوها والخلع والظهار والإيلاء واللعان ونحو ذلك ، وأنّه يطلق اسم المتكلّم على الحامل لكلام الغير والحاكي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) أثبتناه من (ح) ، وليس في (ص).
(٢) أثبتناه من (ح) ، وليس في (ص).
(٣) أثبتناه من (ح) ، وليس في (ص) : (أن يراد).
(٤) أثبتناه من (ح)، وفي (ص): (كالخلقة).
(٥) وفي (ح) بدل (كما بيّن حقيقته) (حقيقة).
(٦) سورة التكوير : ١٩.