تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)(١) فإنّها تدلّ أيضاً على أنّ الأمر للوجوب لغةً وشرعاً ، أمّا الثاني فظاهر لنصّ الآية ، وأمّا الأوّل فلعموم قوله تعالى : (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُول إلاّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ)(٢).
السادسة : قوله تعالى : (فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ)(٣) فإنّها تدلّ على أنّ الأمر للوجوب أيضاً حيث أوجب الأخذ بالأمر والعمل به.
السابعة : قوله تعالى حكايةً عن موسى عليهالسلام : (أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي)(٤) فإنّها تدلّ على كون الأمر للوجوب بدلالة الإنكار عليه بالعصيان في الترك ، والعاصي مستحقّ للعقاب بدليل قوله تعالى : (وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً)(٥) ولو لم يكن للوجوب لما صدق العصيان ، ولما استحقّ العقاب.
الثامنة : قوله تعالى مخاطبا لإبليس : (مَا مَنَعَكَ ألاّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ)(٦) فإنّها مع دلالتها على كون الأمر للوجوب دالّة على أنّ للأمر صيغةً تخصّه وهي صيغة افعل ، إذ المراد من الأمر المشار إليه في الآية قوله تعالى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) سورة النور : ٦٣.
(٢) سورة إبراهيم : ٤.
(٣) سورة البقرة : ٦٨.
(٤) سورة طه : ٩٣.
(٥) سورة الجنّ : ٢٣.
(٦) سورة الأعراف : ١٣.