السادسة عشرة : قوله تعالى : (وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ)(١) فإنّه يدلّ على وجوب العمل بالعامّ حتّى يأتي المخصّص.
السابعة عشرة : قوله تعالى : (وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لاُِنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ)(٢) فإنّ في هذه الآية دلالة على عموم خطاب المشافهة ، أو أنّ خصوص خطاب القرآن من باب الوضع شامل للموجود والمعدوم ، والحاضر لمجلس الخطاب وللغائب(٣) عنه كوضع السجلاّت والطوامير ونحوها ، وأنّ كلَّ من يطّلع عليه مخاطب به وإن كان الخطاب على لسان الحاضرين من أهل الشفاه.
الثامنة عشرة : قوله تعالى : (هذَا بَلاَغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ)(٤) ممّا يدلّ على ذلك أيضا ، بل دلالتها على كونه من باب خطاب الوضع (أدل)(٥) من الآية الأولى.
التاسعة عشرة : قوله تعالى : (فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ)(٦) ممّا يدلّ على وجوب حمل العامّ على الخاصّ مع المنافاة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) سورة الحجر : ١٥/٩٩.
(٢) سورة الأنعام : ١٩.
(٣) وفي (ح) والغائب.
(٤) سورة إبراهيم : ٥٢.
(٥) أثبتناه من (ح) ، وفي(ص) أولى.
(٦) سورة الزمر : ١٧ ، ١٨.