ممّا تدلّ على وجوب التأسّي بالنبي (ص) وأنّه متعبّد بشريعة من قبله.
الثامنة والعشرون : قوله تعالى : (هذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَاب)(١) فإنّ فيها دلالة على حجّية التقرير من المعصوم لدلالتها على امتنانه بالقول أو السكوت والإمساك عن الجواب.
وأمّا ظاهر قوله تعالى بعد قول أخوة يوسف : (إنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ)(٢) فإنّه لا يدلّ على الرضا بالسكوت بل العكس ، ومثله(٣) قوله تعالى : (عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْض)(٤) فإنّ التقرير إنّما يكون حجّة حيث لا يعلم عدم الرضا من قرينة أخرى.
التاسعة والعشرون : قوله تعالى : (وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ)(٥) وقوله (نُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ)(٦) ، وقوله تعالى : (قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ...)(٧) الآية ، ممّا يدلّ على حجّية رؤيا المعصوم في المنام في الجملة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) سورة ص : ٣٩.
(٢) سورة يوسف : ٧٧.
(٣) في (ح) : (وقبله).
(٤) سورة التحريم : ٣.
(٥) سورة يوسف : ١٢/٦.
(٦) سورة يوسف : ٢١.
(٧) سورة الصافّات : ١٠٢.