جدير بالذكر أنّ المحقّق المعروف محمّد أبو الفضل إبراهيم عمد في مقدّمة أمالي السيّد المرتضى إلى نسبة رسالة المحكم والمتشابه إلى السيّد المرتضى نقلاً عن ابن شهر آشوب في معالم العلماء(١).
وقد تكرّر ذات الشيء في مقدّمة الانتصار بقلم رشيد الصفّار أيضاً ، وبطبيعة الحال تمّت المناقشة في نسبة الكتاب إلى السيّد المرتضى.
ولم يرد هذا الأمر في أىّ واحد من طبعتي معالم العلماء في ترجمة السيّد المرتضى ، وقد يكون منشأ هذا الاشتباه عبارة المحدّث البحراني في لؤلؤة البحرين ، فإنّه بعد ذكر كتب السيّد المرتضى ، قال : «هذا ما ذكره ابن شهر آشوب في معالم العلماء ، ومن مؤلّفاته أيضاً رسالة المحكم والمتشابه ، وكلّها منقولة من تفسير النعماني»(٢). وربّما كان كاتب المقدّمة قد ألقى نظرة سريعة على هذه العبارة ، فتصوّر أنّ المسألة المتعلّقة برسالة المحكم والمتشابه منقولة عن ابن شهر آشوب.
إنّ عدم صحّة نسبة هذا الكتاب إلى السيّد المرتضى يُعدُّ أمراً مسلّماً به تقريباً ، وعليه لم يتّضح لنا سبب نسبة هذا الكتاب إليه ، والأمر الوحيد الذي يمكن ذكره في هذا الشأن هو أنّ صاحب رياض العلماء ينقل عن السيوطي في طبقات النحاة كتاباً تحت عنوان (المحكم) في عداد مؤلّفات السيّد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) مقدّمة أمالي السيّد المرتضى ، ص ١٤.
(٢) لؤلؤة البحرين ، ص ٣٢٢.