الإلهام الحادي عشر : في الاجتهاد والتقليد.
أمّا الاجتهاد(١) ففيه آيات :
الآية الأولى : قوله تعالى : (فَلَوْلاَ نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَة مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ)(٢) ممّا يدلّ على وجوب الاجتهاد وطلب التفقّه في الدين وأنّه واجب كفائي لا عيني ، كما تدّعيه علماء حلب(٣) ، ويبطل بذلك دعوى الإخبارية من بطلان الاجتهاد.
الآية الثانية : قوله تعالى : (إِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ)(٤) ممّا يدلّ على وجوب طلب العلم إمّا باجتهاد أو تقليد.
الآية الثالثة : قوله تعالى : (لَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لاَ يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إلاّ الْحَقَّ)(٥) ممّا يدلّ على اشتراط الأخذ بالعلم واليقين لأنّ المراد من الحقّ العلم ، وأنّه لا يوصل إليه إلاّ العلم ، وأنّ الظنّ ليس بحجّة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) (اما الاجتهاد) ليس في (ح).
(٢) سورة التوبة : ٩/١٢٣.
(٣) اشتهرت نسبة هذا الرأي لعلماء حلب. انظر : بحار الأنوار : ١٠٢/١٣٧ ، مستمسك العروة الوثقى : ١/٩ ، الأصول العامّة للفقه. المقارن : ٦٤٣.
(٤) سورة الأحقاف : ٤٦/٢٩.
(٥) سورة الأعراف : ١٦٩.