وهذه المنهجية من العمل التفسيري جعلت من تفسيره محايداً وغير متحيّز بشكل كامل إلى مذهب خاصّ ، وبذلك يكون منهجه هذا عاملا مساعداً على الحوار العلمي بين المنهجين التفسيريّين الشيعي والسنّي ، حيث نرى تلك الظاهرة عملياً في تفسير آية الخمس(١) واضحة للعيان ، فإنّ الطوسي بعد أن بيّن الرأي الفقهي للشيعة في الفيء والخمس والغنائم قال : «وهو قول عليّ بن الحسين بن علي بن أبي طالب ومحمّد بن علي الباقر ابنه عليهمالسلام ، رواه الطبري بإسناده عنهما»(٢).
هذا وحتّى بعض اختلاف القراءات المنسوبة لأئمّة الشيعة فإنّ الشيخ الطوسي قد نقلها عن قول الطبري ، فمثلا في عقب آية (أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِيْنَ آمَنُوا)(٣) فإنّه قال : «وروي عن ابن عبّاس أنّه قرأ (أفلم يتبيّن الذين آمنوا) من التبيين وروي مثله عن علي صلى الله عليه وسلم رواه الطبري»(٤) ، وبناءً على قراءتنا هذه يمكننا أن نقول أنّه لا يوجد قولٌ في مدح أئمّة الشيعة عليهمالسلام وفضلهم وخاصّة في منزلة الإمام عليّ عليهالسلام كان قد نقله الطبري في تفسيره إلاّ وقد نقله الطوسي في تفسيره مصرّحاً باسم الطبري ، فمثلا في تفسير آية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) سورة الأنفال : ٤١.
(٢) التبيان ٥ / ١٢٣.
(٣) سورة الرعد : ٣١.
(٤) التبيان ٦ / ٢٥٦.