على من أنكر الرجعة ، ولم يعرف تأويلها) (رقم ٥١) ، وقد جاء في توضيح هذا المبحث :
«وأمّا الردّ على من أنكر الرجعة ، فقول الله عزّ وجلّ : (وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّة فَوْجاً مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ)(١) ، أي : إلى الدنيا. وأمّا معنى حشر الآخرة ، فقوله عزّ وجلّ : (وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا)(٢) ، وقوله سبحانه : (وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَة أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ)(٣) ، في الرجعة ، فأما في القيامة ، فإنّهم يرجعون».
وفي هذه الفقرة تمّ التأكيد على هذه المسألة ، وهي أنّ الحشر في القيامة حشر عام لا يُستثنى فيه أيّ شخص ، وإنّ الحشر الذي يخصّ (فوجاً) من الكافرين والمكذّبين لا يمكن أن يكون في القيامة ، وإنّما يعود إلى عصر الظهور ، وبذلك يُشير إلى ما يذهب إليه الشيعة من القول بالرجعة.
ومن ثمّ استطرد في كلامه قائلاً :
«ومثل قوله تعالى : (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَاب وَحِكْمَة ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ)(٤) ، وهذا لا يكون إلاّ في الرجعة».
طبقاً لهذه الآية الشريفة أخذ الله على النبيّين عهداً بأن يؤمنوا بالنبيّ
__________________
(١) النمل : ٨٣.
(٢) الكهف : ٤٧.
(٣) الأنبياء : ٩٥.
(٤) آل عمران : ٨١.