الخاتم (صلى الله عليه وآله) وأن ينصروه ، وإنّ الإيمان بنبيّ الإسلام من قبل أنبياء السلف مفهومه واضح ، إلاّ أنّ نصرة نبيّ الإسلام من قبل الأنبياء الماضين لا يمكن تصوّره إلاّ في عصر الظهور ، وهذا يثبت مفهوم الرجعة.
«ومثله ما خاطب الله تعالى به الأئمّة ووعدهم بالنصر والانتقام من أعدائهم ، فقال سبحانه : (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً)(١) ، وهذا إنّما يكون إذا رجعوا إلى الدنيا. ومثله قوله تعالى : (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ)(٢) ، وقوله سبحانه : (اِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَاد)(٣) ، أي : رجعة الدنيا».
وإنّ الوعد بالنصر المؤزّر للمؤمنين والمتديّنين ، وحكومتهم على الأرض ، وانتشار الأمن والسلام ، وانحسار الخوف والرعب ، لا يتحقّق إلاّ في عصر الرجعة.
ثمّ أجاب عن استبعاد عودة الناس إلى الدنيا قبل يوم القيامة ، وذلك من خلال ذكر أمثلة قرآنية فيها دلالة على عودة بعض الناس إلى الحياة في هذه الدنيا ، من قبيل قوله تعالى :
__________________
(١) النور : ٥٥.
(٢) القصص : ٥.
(٣) القصص : ٨٥.