(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمْ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ)(١) ، ثمّ ماتوا. وقوله عزّ وجلّ : (وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِمِيقَاتِنَا)(٢) ، فردّهم الله تعالى بعد الموت إلى الدنيا وشربوا ونكحوا ، ومثله خبر العزير.
وفي تضاعيف تفسير النعماني ثمّة عبارات ملفتة للانتباه بشأن إمام العصر (عج) ، ففي بحث المحكم والمتشابه ـ وبمناسبة البحث عن معاني (الضلال) ـ أشار إلى معنى من بين معاني هذه المفردة ـ الضلال ـ التي وردت في رواية عن النبيّ الأكرم(صلى الله عليه وآله) خاطب فيها الإمام الوصيّ عليهالسلام يذكر فيها أمر الناس في عصر الغيبة ؛ حيث فقدوا إمامهم ، واستقاموا على الصبر في انتظار بزوغ شمس الهداية ، وقد ورد التعبير عنهم بـ : (أهل الضلال) ، إذ يقول :
«يا أبا الحسن ، حقيق على الله أن يُدخل أهل الضلال الجنّة ، وإنّما أعني بهذا المؤمنين الذين قاموا في زمن الفتنة على الائتمام بالإمام الخفيّ المكان ، المستور عن الأعيان ، فهم بإمامته مقرّون ، وبعروته مستمسكون ، ولخروجه منتظرون ، موقنون غير شاكّين ، صابرون مسلمون ، وإنّما ضلّوا عن مكان إمامهم وعن معرفة شخصه».
ففي عصر الغيبة إنّما يكون الضالّ هم الناس ، حيث يفتقدون بركة ظهور الإمام ولا يدركون حضور شخصه الكريم ، علماً بأنّ وجود إمام
__________________
(١) البقرة : ٢٤٣.
(٢) الأعراف : ١٥٥.