تربتها ومائها حتّى أنّ الداخل إليها يحسّ بتغيير دفعي وانتقال فجائي»(١).
ولاشكّ في أنّ مثل هذا الحديث يندرج ضمن دوافع قول الشعر ، وهو موضوع مهمّ لأنّ له علاقة مباشرة بالإبداع الشعري والعوامل التي تقف وراءه.
ومن الجدير بالذكر أن المتتبّع لشاعرية الشيخ محمّد حسين كاشف الغطاء يجد أنّه برع وأكثر من القول في غرض الرثاء دون غيره من الأغراض الشعرية وخاصّة في قصائده التي يرثي فيها سيد الشهداء عليه السلام : «فليس في الدنيا واقعة أليمة كواقعة كربلاء ، التي هزّت العالم وأثّرت في النفوس ، وأهاجت لوعة الشعراء منذ أكثر من ألف وثلاثمئة وستّين سنة ، حيث كوّنت قصائدهم ومراثيهم ذلك الأدب النثر والشعر الفيّاض الذي ملأ مئات الدواوين والمجلّدات»(٢).
وتعدّى اهتمام الشيخ بالشعر إلى تضمينه في أغلب مؤلّفاته الأدبية ومنها (العبقات العنبرية في الطبقات الجعفرية)(٣).
ويبدوا أنّ للبيئة التي عاش فيها الشيخ تأثير على إنتاجه الأدبي ، فقد كانت بيئة غنيّة تساعد على قول الشعر ، نتيجة وجود حركة شعرية في ذلك الوقت ، وقد كانت ثقافة الشيخ واطلاعه الواسع رافداً آخر من روافد الشعر.
__________________
(١) سحر بابل وسجع البلابل : ٥.
(٢) ينظر : أدب الطفّ أو شعراء الحسين (ع) / من القرن الأوّل الهجري حتّى القرن الرابع عشر : ١ / ١٨ ، ٢١.
(٣) ينظر العبقات العنبريّة : ج١ : ٣٢ ، ٤١ ،٤٩ ، ٥١ ، ج٢ : ١١ ، ٢٣ ، ٢٤ ، ٣٤.