القصائد المشهورة»(١).
لقد كان الشيخ يأخذ على أبي الفرج الأصفهاني اختياره لأشعار يرى أنّها ليست من القوّة والمنزلة الشعرية ، ومن ذلك حديثه عن أبي الأسود الدؤلي في قوله :
«ثمّ إنّ أبا الفرج ذكر جملة وافية من شعره ولكنّه ليس بتلك القوة والمتانة ، ونحن نذكر ما ننتخبه من أشعاره ، وجميع ما أورده من شعره إنّما كان في وقايع خاصّة ، ولكنّه لا يخلو أكثره عن حكم وآداب»(٢).
ومن ملامح النقد عند الشيخ ميله إلى الأسلوب الواضح ، فقد كان الشيخ يرفض الشعر المعقّد والغامض ، وذلك لأنّه يؤمن بقضية أنّ الشعر رسالة ، ومطلوب منه أن يوصل هذه الرسالة إلى كافّة الطبقات ، فهو مع الشعر الهادف والموجّه ، لهذا نجده يستنكر على بعض الشعراء استعمال الأسلوب المعقّد ، الذي يبعد الفكرة ، ويكد الذهن ، ويحتاج من المتلقّي أن يفسّر النصّ حتّى يصل إلى مراده ، وقد ورد هذا في تعليقه على أبيات من الشعر اختارها صاحب الأغاني ومنها :
وَأَهوَجَ مِلجاج تَصامَمتُ قيلَهُ |
|
أَن اسمَعَهُ وَما بِسَمعىَ مِن باسِ |
وَلَو شِئتُ ما أَعرَضتُ حَتّى أَصَبتُهُ |
|
عَلى أَنفِهِ خَدباءَ تَعضِلُ بِالآسي |
فَإِنَّ الِلسانَ لَيسَ أَهوَنُ وَقعِهِ |
|
بِأَصغَرَ آثاراً مِنَ النَحتِ بِالفاسِ |
وَذي إِحنَّة لَم يُبدِها غَيرَ أَنَّهُ |
|
كَذي الخَبلِ تَأبى نَفسُهُ غَيرَ وَسواسِ(٣) |
__________________
(١) المنتخب من شعراء الأغاني : ٦.
(٢) المختار من شعراء الأغاني : ١٠.
(٣) مختار من شعراء الأغاني : ١١.