وذكر تلميذه العالم الفاضل السيّد محمّد شفيع الجابلقي البروجردي ترجمة أُستاذه شريف العلماء هكذا : «السالك في مسالك التحقيق ، والعارج في مدارج التدقيق ، مقنّن القوانين الأصولية ، مشيّد المباني الفروعية ، مفتاح العلوم الشرعية ، مربّي علماء الإمامية ، مدرّس الطالبين جميعا في جوار ثالث الأئمّة ، أعني شيخنا وأستاذنا ومربّينا ووالدنا الروحاني والعالم الرّباني محمّد شريف ابن الملاّ حسنعلي المازندراني أصلاً والحائري مسكناً ومدفناً.
ولا بأس بذكر جملة من أحواله فنقول :
إنّه رحمه الله من أهل آمل مازندران ، والظاهر أنّ مولده في كربلاء المشرّفة ، ببالي أنّه مسموع من لسانه الشريف ، عاش في كربلاء أكثر عمره الشريف ، واشتغل أوّلا على السيّد الأُستاد الآقا السيّد محمّد ابن الآقا السيّد علي الآتي ذكرهما ، ثم الآقا السيّد علي والد السيّد الأستاد في تسع سنين في الأصول والفقه ، فصار محسوداً بين الحاسدين ، مستغنياً عن الإشتغال ، وقابلاً للإفتاء ، ومجتهداً بصيراً وجامعاً لجميع الشرائط المعتبرة»(١).
وذكر السيّد محمّد شفيع البروجردي : «أنّه بعد الاستفادة من درس أستاذه ارتحل إلى ديار العجم وبقي في كلّ مدينة شهراً أوشهرين أوأشهر ، واشتغل بالسياحة ـ ومنظوره رحمه الله تحصيل الأسباب والكتب ـ ثمّ رجع مع أبيه رحمهما الله بعد زيارة مولانا ثامن أئمّة الهدى عليه السلام إلى كربلاء ـ
__________________
(١) الروضة البهيّة في الإجازة الشفيعيّة ، ص٣١ و ٣٢.