هناك بحثاً ونقاشاً في كونها منسوخة أو غير منسوخة ، وقد رفض البعض اعتبارها منسوخة. وقد تمّ البحث حول ذلك في كتب التفسير والعلوم القرآنية بالتفصيل(١) ، ولا نرى حاجة إلى الخوض في طرح هذه المسائل في هذه الدراسة ، إلاّ أنّنا سنكتفي هنا بالبحث في آية واحدة فقط. فقد ورد في تفسير النعماني أنّ قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ)(٢) ، قد تمّ نسخه بقوله تعالى (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ)(٣)(٤) وقد نقل عن بعض المفسّرين من أمثال : ابن عباس والسدّي وقتادة وربيع اعتبار نسخ الآية الأولى. كما وردت بعض الروايات في هذا الشأن أيضاً(٥). ولكنّ هذا الادّعاء
__________________
(١) كما في قوله تعالى : (وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُوْلُوا الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ) ، النساء : ٨. فقد ذهب سعيد بن المسيّب إلى اعتبارها منسوخة بآية المواريث ، وتدلّ على ذلك بعض الروايات عن الإمام الباقر والإمام الصادق عليهماالسلام أيضاً ، إلاّ أنّ بعض الروايات الأخرى لا تعتبر الآية منسوخة ، انظر : الناسخ والمنسوخ ، ص ٨٣ ؛ شرح عبد الجليل القارئ على الناسخ والمنسوخ ، ص ١٣١ ؛ محمّد هادي معرفت ، التمهيد في علوم القرآن ، ج ٢ ، ص ٣٣١ ؛ بحوث في تاريخ القرآن وعلومه ، ص ٢٥٤. وقوله تعالى : (تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقاً حَسَناً) ، النحل : ٦٧ ، فقد دلّت بعض الروايات على أنّها منسوخة ، واعتبرها الفيض الكاشاني من باب نسخ السكوت. انظر : محمّد هادي معرفت ، التمهيد في علوم القرآن ، ج ٢ ، ص ٣٦٥. وقوله تعالى : (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً) ، البقرة : ٨٣ ، التي قال قتادة إنها منسوخة بآيات السيف ، انظر : محمّد هادي معرفت ، التمهيد في علوم القرآن ، ج ٢ ، ص ٣١٩.
(٢) آل عمران : ١٠٢.
(٣) التغابن : ١٦.
(٤) بحار الأنوار ، ج ٩٣ ، ص ١١.
(٥) محمّد هادي معرفت ، التمهيد في علوم القرآن ، ج ٢ ، ص ٣٢٩. وقال الشيخ