وتصافحوا وكتبوا جريدة طولها أكثر من سبعة أشبار ، فيها ما قرّروه وألتزموه ، ووضع كلٌّ خاتَمه تحت اسمه ، وكان الغرض إصلاح ذات البين وإطفاء الفتنة وحقن دماء المسلمين ، وصلّوا الجمعة جميعاً في مسجد الكوفة والإمام فيهم السيّد نصر الله الحائري ، وخطب وصَلّى على النبي (صلى الله عليه وآله) ثمّ قال : وعلى الخليفة الأوّل من بعده على التحقيق أبي بكر الصديق رضياللهعنه وعلى الخليفة الثاني الناطق بالصدق والصواب سيّدنا عمر بن الخطاب رضياللهعنه لكنّه كسر الراء من عمر إشارة إلى أنّه لا عدل فيه ولا معرفة ، ثمّ قال : وعلى الخليفة الثالث جامع القرآن عثمان بن عفّان رضياللهعنه وعلى الخليفة الرابع ليث بني غالب ، سيّدنا علي بن أبي طالب ، وعلى ولديه : الحسن والحسين وعلى باقي الصحابة والقرابة (رضوان الله عليهم أجمعين) إلى آخر الخطبة.
قال عبد الله أفندي السويدي عند نقله للخطبة في رحلته : «لكنّه كسر الراء من عمر مع أنّ الخطيب إمام في العربية لكنّه قصد دسيسة لا يهتدي إليها إلاّ الفحول وهي أنّ منع صرف (عمر) إنّما كان للعدل والمعرفة ، فصرفه هذا الخبيث قصداً إلى أنّه لا عدل فيه ولا معرفة قاتله الله من خطيب وأخزاه ومحقه وأذلّه في دنياه وعقباه». انتهى
[قصّة شهادة السيّد نصر الله الحائري]
أقول : ثمّ إنّ الشاه النادر أرسل السيّد نصر الله بعد هذا المجلس إلى الحرمين مكّة والمدينة ليواجه علمائها وشرفائها وحمل معه هدايا وتحف ،