سبب التأليف :
أنّه ظهر ممّا قدّمناه أنّ شخصاً سأل مصنّف الرسالة عن المذهب الحقّ وعن دعوى أحد الأشخاص في الإمامة حيث أجابه المصنّف بقوله : «وهذا الشيخ الشريف صديقك وفّقه الله فقد سلك طريقاً مخالفاً لطريق الطائفتين اللّتين تقدّم ذكرهما ، وشرح سبيلهما ، لا أعرف الغرض فيه إلاّ أنّه قد أظهر ما يقدح في حال الإمامة ، وقال فيه قولاً لا يمضيه أسلافنا ، ولا تقول به علماؤنا ، ولا يستجيزه أحد من إخواننا وأهل اعتقاداتنا.
فيا ليت شعري ما الذي قصد بهذه المقالة الشنيعة ، وأيّ طريق سلك وإلى مَ عهد ، وعلى أيّ شيء حمل ما اعتقد ، وكيف تصوّر الأمر فيما فيه غدا ، أتُراه شذَّ عن أحكام التبصرة في خبر متناول فيه فتصوّر ما هو على خلافه ، أم دعاه سبب اشتبه عليه حكم الإصابة فيه فتصوّر منه ما هو على خلافه فأدّاه إلى الخلل والانتقال عن مقتضى الحقّ ، أم وجد في كتاب الله (عزّوجلّ) نسخاً لقوله (أَطِيْعُوا اللهَ وَأَطِيْعُوا الرّسُوْلَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُم)(١) في مكان غيره ، أم وجد في آية أخرى رخصة في ترك طاعته له والعدول عن معرفة حقّه.
ألسنا قد سمعنا شيوخنا رووا عن شيوخهم ما يخالف الطريق الذي سلكه ، ويُفسد الطريق الذي ابتدعه ، ويزيل الشبهة عن قلبه ، ويدلّه على
__________________
(١) النساء : آية ٥٩.