بوصفه أداةً نقدية ، وتوسّع الباحثون في مفهومه ، وبينوا أنواعه وأنواع العلاقات التي تربط بين النصوص(١).
ومن خلال المرور بسرعة على تطوّر مصطلح التناص نرى أنّ التعريف اللغوي للتناص على أنّه استقصاء ومناقشة ينطبق على التعريف الاصطلاحي للتناص ، وبخاصة في المرحلة الأولى ومن خلال تكون المفهوم المستعار من تعريف الناقد الروسي ميخائيل باختين.
«وقد أضاف النقاد العرب المعاصرون الكثير من الإضافات حول مصطلح التناص ضمن جوهره ، فعرّفه محمود جابر عبّاس بإسهاب بأنّه : «اعتماد نصّ من النصوص على غيره من النصوص النثرية أو الشعرية القديمة أو المعاصرة الشفاهية أو الكتابية العربية أو الأجنبية ووجود صيغة من الصيغ العلائقية والبنيوية والتركيبية والتشكيلية والأسلوبية بين النصّين(٢)»(٣) ، وبيّن الدكتور عبد الله الغذّامي أنّ النصّ ابن النصّ ، «فالنصوص تدخل في شجرة نسب طويلة ذات صفات وراثية وتناسلية ، فهي تحمل جينات أسلافها كما
__________________
(١) نظريّة التَّناصّ : ٢٤٩ ـ ٢٥٥ ـ بتصرّف
(٢) استراتيجيّة التَّناصّ في الخطاب الشّعريّ العربيّ الحديث ، علامات في النقد ، الجزء :٤٦ ، المجلّد : ١٢/٢٦٦.
(٣) المقامات : البنية والنَّسَقُ الثّقافيّ ، (مقامات الحريري) : ٢٦٦ ـ ٢٦٧.