بيت الشاعر الجاهلي طرفة بن العبد :
وقوفاً بها صحبي علىَّ مطيُّهم |
|
يقولون لا تهلكْ أسىً وَتَجلَّدِ(١) |
وتشابهه مع بيت امرئ القيس :
وقوفاً بها صحبي عليَّ مطيُّهم |
|
يقولون لا تهلكْ أسىً وتَجَمَّلِ(٢) |
فقال : «إنّي لا أراها من السرقات. لقد أسرف القدماء في موضوع السرقات إسرافاً كثيراً ، ولعل هذه الظاهرة تكون بتأثير من حفظ الشاعر لشعر شاعر آخر ، ثمّ ينسى الشاعر ما حفظ ، فيطفو منه شيء بعد مدّة من الزمان على سطح ذاكرته مع شعره»(٣).
ب ـ النقائض :
هي فنّ ازدهر في العصر الأموي على يد جرير والفرزدق والأخطل ، وهي أن يأتي الشاعر بقصيدة يفخر بها أو يهجو بها فيعمد شاعر آخر إلى قصيدته فينقضها بقصيدة هاجياً إيّاه أو مفتخراً عليه وملتزماً البحر وحرف الرويّ الذي اختاره الشاعر الأوّل(٤).
ج ـ المعارضات :
هي «أن يحاكي الأديب في أثره أثر أديب آخر محاكاةً دقيقة تدلّ على
__________________
(١) ديوان طرفة بن العبد : ١٩.
(٢) ديوان امرِئ القيس : ٩.
(٣) الأمالي الأسديّة : ١٣٠ ـ بتصرّف.
(٤) للاستِزادة يمكن الرّجوع إلى : التّناصّ في النّقد العربيّ القديم : ١٩٥ ـ ٢١٦ ، التّطوّر والتّجديد في الشّعر الأمويّ : ١٦٢ ـ ٢١٨ ، في الشّعر الإسلاميّ والأمويّ : ٣٥٢ ـ ٣٦٤ ، وغيرها من المصادر الّتي تحدّثت عن النّقائض.