ج ـ وقوله في خطبة أخرى : (بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ *وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَة لُّمَزَة * الَّذِي جَمَعَ مَالاً وَعَدَّدَهُ * يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ * كَلاَّ لَيُنبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ * نَارُ الله الْمُوقَدَةُ * الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الأَفْئِدَةِ * إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ * فِي عَمَد مُّمَدَّدَة)(١) ، اللهمَّ (وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً)(٢) واجعلنا من الذين لا نعصي لك أمراً ...»(٣) ، ونرى في هذا النموذج إيراده سورة الهمزة كاملة ولم يكتف بآية واحدة.
٣ ـ تناصّ يعمد إلى تحوير في النصّ القرآني بما يتناسب وسياق الخطاب المقامي :
وهذا النوع كسابقه ، يكثر في هذه الخطب الموجودة في المخطوط ، ونستطيع أن نورد بعض الشواهد على هذا النوع من التناص :
أ ـ يقول في خطبة له : «... والعليم الذي لا يعزب عنه شيء في الأرض ولا في السماء ، وأنت على شفا جرف هار ...»(٤) ، وفي هذا تناصٌّ مع الآية : (... وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّة فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي
__________________
(١) سورة الهُمَزَة : ١ ـ ٩.
(٢) سورة الكهف : ١٠.
(٣) المخطوط : ٣٦.
(٤) المخطوط : ٥٠ ـ ٥١