تعالى : (لَّيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلاّ مِن ضَرِيع)(١).
ج ـ ويقول في إحدى خطبه : «... واحذروا يوم تشقّق السماء بالغمام ، وتتفتّق عن أنواع أنوار الجسوم والأكمام ، وتنفطر السماء وتصير وردةً كالدّهان ...»(٢) ، إذ يتناصّ مع قوله تعالى : (فَإِذَا انشَقَّتِ السَّمَاء فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ)(٣).
ويمتلئ المخطوط بمظاهر التناصّ مع القرآن الكريم في كلّ تضاعيفه ، ولا يمكن حصر كلّ هذه المظاهر ، ويُكتفى بما ورد.
ثانياً : التناصّ مع الشعر العربي :
للشعر العربي مزيّة خاصّة ، والمتأمّل لهذا الشعر يرى فيه معاني ساميةً يمكن أن يُستشهد بها في كثير من المواطن ، ولأنّ القول قد سبق عن أنّ «كلام العرب ملتبّس بعضه ببعض ، وآخذ أواخره من أوائله»(٤) ؛ تناصّت خطب الشيخ في بعض مواضعها مع الشعر العربي ، الذي هو كلام العرب وديوانهم ، ويتجلّى هذا التناص في الأبيات التي ينظمها الشيخ ويحلّي بها
__________________
(١) سورة الغاشية : ٦.
(٢) المخطوط : ٢٧.
(٣) سورة الرحمن : ٣٧.
(٤) حلية المحاضرة في صناعة الشّعر ٢/٢٨ ـ بتصرّف.