ناطق مشقْشِق ، وصاهل وناهق منكَر مطبق ، ومفرد بالألحان المهيّجة مزقزق ، وحاد في البيد القاعة مصفِّق ...»(١).
وهكذا يواصل في وصف الحيوانات وأحوالهم العامّة إلى أن يصِل إلى قوله : «... أفما ترون العنكبوت المكنية بأمّ قَشْعَم ، وما أودع فيها من سرائر الصنعة وأسرار الحكم ، كثيرة الأرجل والعيون قصيرة القدم ، قد تكون لها ستّ عيون وثمان أرجل وهي صموتٌ وليس بها صمم ، وتلقي نفسها للفريسة كالسباع ، وتفترس كما يفترسون ..»(٢).
ثمّ يشرع ـ بعد وصف العنكبوت ـ بالوعظ كما هي الحال عند الخطباء ، مستنداً إلى ما قاله في وصف العنكبوت وبديع خلقته.
هنا ، يتناص الشيخ في الموضوع مع خطبتين للإمام عليّ عليهالسلام ؛ الأولى خطبة يصف فيها بديع خلقة الخفّاش(٣) ، والثانية خطبة يصف فيها عجيب خلقة الطاووس(٤) ، ومع جزء من خطبة يصف خلق أصناف من الحيوان ،
__________________
(١) المصدر السّابق : ٢٨.
(٢) المخطوط : ٢٩.
(٣) نهج البلاغة : شرح : الشّيخ محمّد عبده ٢/٢٧٤ ـ ٢٧٦.
(٤) المصدر السّابق ٢/٢٩٢ ـ ٢٩٨.