تهزّئهم به ، فاجتمع إليه في بعض الأيّام نفر ومعهم صبيّ أمرد ولا شعرة بوجهه ، فقالوا له : إن كانت حالك صحيحة فيما تدّعيه من النبوّة فتصير لهذا الغلام من طريق المعجزة في هذه الساعة لحية مثل لحانا على سبيل معجزات الأنبياء عليهمالسلام حتّى نؤمن بك ونقرّ بنبوّتك ونصدّق دعواك ، فقال لهم : الذي التمستموه وافترضتموه من تصيّر الغلام بلحية مثلكم في هذه الساعة متعذّر في الحال ، ولكن إن اخترتم صيّرت جماعتكم في أقلّ من ساعة مثله بلا لحية من غير كلفة ولا مشقّة» فيظهر أنّ المصنّف مضى مدّة من الزمان في مدينة شيراز.
٢ ـ أساتذته ومشايخه في الرواية :
للمصنّف ثلاثة مشايخ ذكرهم في الرسالة ونقل عنهم ولا بأس بذكر نبذة من حياتهم.
أ ـ أبو محمّد هارون بن موسى التلعكبري رحمهالله :
وهو هارون بن موسى بن أحمد بن سعيد ، أبو محمّد التلعكبري من بني شيبان ، كان وجيهاً من أصحابنا ، ثقة معتمد لا يطعن عليه(١) ، وكان جليل القدر ، عظيم المنزلة ، واسع الرواية ، عديم النظير ، ثقة ، روى جميع الأصول والمصنّفات(٢) ، له مصنّفات منها كتاب الجوامع في علوم الدين ، وكان الشيخ
__________________
(١) رجال النجاشي : ٤٣٩.
(٢) رجال الطوسي : ٤٤٩.