إليْها(١) ، وهذا ما يظهر من بعض كلام الشيخ مَيْثَم في مقدّمته على نهج البلاغة إذْ يقول : «... إلى أنْ قضت صروف الزمن بمفارقة الأهل والوطن ، وأوجبت تقلّبات الأيام دخول دار السلام فوجدتها نزهة للناظر ...»(٢).
وفي مقدّمة الشيخ مَيْثَم على نهج البلاغة ، يصرّح بأنّه ألّف هذا الشرح باسم علاء الدين محمّد بن بهاء الدين محمّد بن محمّد الجويني ، وذلك بعدما وجده أهلاً لتلقّي هذا العلم العظيم بعدما وجد الشيخُ الجويني يُثني على كتاب نهج البلاغة ؛ يقول الشيخ مَيْثَم : «ولمّا اتفق اتصالي بخدمته وانتهيت إلى شريف حضرته ... فأجرى في بعض محاوراته الكريمة من مدح هذا الكتاب وتعظيمه وتفضيله وتفخيمه ما علمت معه أنّه أهله الذي كنت أطلب ، والعالم بقدره ومحلّه من بَيْن الكتب ، وتوسّمت في تضاعيف ذلك تشوّق خاطره المحروس إلى كشف حقائقه ، والوقوف على أسراره ودقائقه ...»(٣).
فأراد الشيخ مَيْثَم من هذا الشرح أنْ يكون شكراً منه لعلاء الدين الجويني لجزيل تفضّله عليْه في حضرته في بغداد : «فأحببت أنْ أجعل شكري لبعض نعمه السابقة ، ومننه المتوالية المتلاحقة أنْ أخدم سامي مجلسه بتهذيب شرح مرتّب على القواعد الحقيقية ...»(٤). كما أراد الشيخ إظهار ما
__________________
(١) السلافة البهية في الترجمة المَيْثَمية المطبوع ضمن الكشكول للبحراني ١/٤٣.
(٢) شرح نهج البلاغة للبحراني ١/٢.
(٣) شرح نهج البلاغة للبحراني ١/٤.
(٤) نفس المصدر.