استخرجه من كنوز مغمورة في نهج البلاغة من خلال هذا الشرح : «أنبّه فيه على ما لاح لي من رموزه ، وأكشف ما ظهر لي من دفائنه وكنوزه»(١).
* ثانياً : مقدّمة نهج البلاغة :
(١) سبب وضع المقدّمة :
أمّا عن سبب وضع هذه المقدّمة المستفيضة فإنّ نظرةً سريعة فيها تكشف عن سبب ذلك ، وذلك أنّ الشيخ مَيْثَم نفسه يُفصح عنه ، فالقارئ المتصدّي لسبر أغوار هذا السِّفر العظيم ، وفَهْم ما يُشرح منه يحتاج ـ ليكون له ذلك ـ إلى أبحاث تعينه ؛ ليصل إلى مقاصد الكلام كما ينبغي.
يقول الشيخ مَيْثَم في مقدّمته : «فاعلم أنّ كلامه عليهالسلام يشتمل على مباحث عظيمة تنشعب عن علوم جليلة يحتاج المتصدّي للخوض فيه وفهم ما يشرح منه بعد جودة ذهنه وصفاء قريحته إلى تقديم أبحاث تعينه على الوصول إلى تلك المقاصد»(٢).
فالحاجة إذاً لفهم كلام أمير المؤمنين عليهالسلام تستدعي هذه المقدّمة من مؤلّف الشرح ، أمّا خصوص (مباحث الألفاظ) ، فذلك الأمير أبرز مُراده من خلال الألفاظ ؛ مكتوبة أو منطوقة ، كان لزاماً ذكر شيء من هذه المباحث.
وفي ذلك يقول الشيخ مَيْثَم : «ولمّا أبرز عليهالسلام مقاصده في ألفاظ خطابية ،
__________________
(١) نفس المصدر.
(٢) نفس المصدر : ١/٥.