الثاني : نسبة الآراء إلى أصحابها ، كما في قوله : «الدلالة الأولى هي التي بحسب الوضع الصرف ، وأمّا الباقيتان فزعم فخر الدين وجماعة من الفضلاء أنّهما عقليّان ...»(١) ، والشيخ مَيْثَم وإنْ لم يذكر جميع أصحاب هذا الرأي ، إلاّ أنّه يذكر أهمّ أصحابه.
والجدير بالذكر هنا أنّ الشيخ مَيْثَم في أكثر من موضع يخصّ الإمام الرازي بالذكر بالاسم ، وربّما أجمل ذكر غيره ، وفي ذلك دلالة بالغة على احترام الشيخ لهذا الإمام.
الثالث : مناقشة الآراء وترجيح أحدها ، فالشيخ مَيْثَم لا يكتفي بذكر رأيه فقط ، وإنّما يعمد في العديد من المرّات إلى ذكر آراء غيره ويوردها والأدلّة التي تستند إليْها ، ثمّ يشرع في نقض آرائهم بالدليل العلمي ، وهذا كلّه من غير تجريح أو تعريض بالأشخاص.
الأمر الرابع : تحرّره الفكري ؛ ومن مظاهره عدم التبعية المطلقة لسابقيه ، فالشيخ مَيْثَم في عرضه اللغوي ، قد يوافق كثيراً مَن سبقوه من الأعلام ، كالإمام الرازي وابن الحاجب والرضي وسواهما ، غير أنّها ليست على سبيل التبعية العمياء ، وهذا ما يتّضح بجلاء في مناقشاته المتعدّدة لأولئك الأعلام والردّ عليهم ، من ذلك ـ على سبيل المثال ـ مناقشته للإمام الرازي في كون دلالتَيْ التضمّن والالتزام وضعيّتَيْن كما يدّعي الشيخ مَيْثَم وليستا عقليّتَيْن
__________________
(١) شرح نهج البلاغة للبحراني ١/٥.