تدخّل للعقل فيها ، وإنّما تحدث نتيجة وضع اللفظ بإزاء المعنى فقط ، دون الحاجة إلى تدخّل العقل في الوصول إلى المعنى ، بخلاف دلالتَيْ التضمّن والالتزام ، فقد وقع الخلاف في حقيقتهما على ثلاثة مذاهب(١) :
أحدها : أنّهما عقليّان ؛ لأنّ دلالة المعنى عليهما بالواسطة ، ونُسب هذا الرأي إلى الغزالي(٢) (ت ٥٠٥ هـ) وقاله صاحب المحصول(٣) واختاره أثير الدين الأبهري(٤) (ت ٦٦٣ هـ) في كشف الحقائق والصفيّ الهندي(٥) (ت ٧١٥ هـ).
والثاني : أنّهما لفظيّان ، ونسبه بعضهم إلى الأكثرين ، واختاره ابن واصل في شرح الجمل الخونجي.
__________________
(١) راجع : البحر المحيط في أصول الفقه للزركشي ٢/٤٣.
(٢) لم أجد رأي الإمام الغزالي في المستصفى من علم الأصول.
وهو الإمام محمّد بن محمّد بن محمّد الغزالي الطوسي ، أبو حامد ، فيلسوف ومتصوّف ، له نحو مائتي مصنّف ، منها : (تهافت الفلاسفة) و (محكّ النظر) و (المستصفى من علم الأصول). الأعلام ٧/٢٢.
(٣) المحصول في علم أصول الفقه للرازي ١/ ٢٩٩ ـ ٣٠٠.
(٤) هو المفضّل بن عمر بن المفضّل الأبهري السمرقندي ، أثير الدين. منطقي اشتغل بالحكمة والطبَعيات والفلك. من مصنّفاته : (هداية الحكمة) و (مختصر في علم الهيئة) و (جامع الدقائق في كشف الحقائق). الأعلام للزركلي ٧/٢٧٩.
(٥) نهاية الوصول للهندي : ١٢٤ ، وهو محمّد بن عبدالرحيم بن محمّد الأرمَوي ، أبو عبد الله ، صفيّ الدين الهندي ، فقيه أصولي ، له : (الفائق) و (الزبدة) و (نهاية الوصول إلى علم الأصول). الأعلام للزركلي ٦/٢٠٠.