والثالث : أنّ دلالة التضمّن لفظية والالتزام عقلية ، وبه قال الآمدي(١)(ت ٦٣١ هـ) وابن الحاجب(٢) (ت ٦٤٦ هـ) ؛ لأنّ الجزء داخل فيما وضع له اللفظ بخلاف اللازم فإنّه خارج عنه.
والشيخ مَيْثَم البحراني لا يورد مذهبه بادئ الأمر ، غير أنّه ينازع الإمام الرازي(٣) (ت ٦٠٦ هـ) صراحةً بذكر اسمه ، ومَن حذوا حذوه ووافقوه في مذهبه ، ثمّ يصرّح في ضمن مناقشته لرأي الإمام بما يؤيّده ، وهو رأىٌ جديرٌ بالنظر ، على أنّه قبل البتّ في المناقشة وعرض رأي الشيخ تجدر الإشارة إلى أنّ الشيخ ـ في تلك المنازعة ـ يلجأ إلى التصريح بلقب الإمام (الإمام فخر الدين) ثمّ يُردفه الآخرين الذين حذوا حذوه بوصفهم (جماعة من الفضلاء) في تعظيم صريح للإمام إذْ يُفرده بالذكر ويُجمِل ذكر الآخرين مع حفظ
__________________
(١) الإحكام في أصول الأحكام للآمدي ١/ ٣٢ ، هو علي بن محمّد بن سالم التغلبي ، أبو الحسن ، سيف الدين الآمدي ، أصولي ، من مصنفاته: (أبكار الأفكار) و (دقائق الحقائق) و (الإحكام في أصول الأحكام). الأعلام للزركلي ٤/٣٣٢.
(٢) مختصر منتهى السؤل والأمل في علمي الأصول والجدل لابن الحاجب ١/٢٢١.
وهو عثمان بن عمر بن أبي بكر بن يونس ، أبو عمرو جمال الدين ابن الحاجب ، فقيه مالكي. من مصنّفاته : (الكافية) و (الشافية) و (مختصر الفقه). الأعلام للزركلي ٤/٢١١.
(٣) هو محمّد بن عمر بن الحسن ، أبو عبد الله ، فخر الدين الرازي ، الإمام المفسّر ، أوحد زمانه في المعقول والمنقول وعلوم الأوائل ، له العديد من المصنّفات ، منها : (مفاتيح الغيب) و (المسائل الخمسون في أصول الكلام) و (نهاية الإيجاز في دراية الإعجاز). الأعلام للزركلي ٦/٣١٢.