وآية الرجم(١)؛ وردت تلك الآيات كما يقرّر الشيخ في أمّهات المصادر الإسلامية للمذاهب الأخرى ، وقد ناقشها الشيخ نقاشاً مستفيضاً بأدلّة عقلية ونقلية منتهياً إلى إثبات ضحالتها وأنّها ممّا لا يعبأ به من هذر الكلام(٢).
وتحدّث عن (الإجماع) وهو مطلق تقريبي متسائلا في إلتفاتة باهرة لتفنيد تلك الآيات الموهومة : «أن يقيّد الأمر بالشيخ والشيخة مع إجماع الأمّة على عمومه لكلّ زان محصن بالغ من ذكر أو أنثى ، وأن يطلق الحكم بالرجم مع إجماع الأمّة على اشتراط الإحصان فيه»ب(٣) ، ومن مؤاخذاته على هذا النصّ المزعوم : أورد البلاغي رواية عن عمر بن الخطّاب(٤) أنّه قال : «لولا أن يقول الناس زاد عمر بن الخطّاب في كتاب الله ، لكتبتها (الشيخ والشيخة ...)(٥). ولم يعقّب البلاغي على هذه الرواية لوضوحها فبيان المراد منها تصدير عمر مقولته : بـ : (لولا) وهي أداة إمتناع لوجود ، يدلّ دلالة قطعية على أنّ النصّ ليس قرآنيّاً في شيء ، ويستدلّ الشيخ البلاغي في تضعيف أو تقويض النصّ المزعوم برواية أخرى عن الخليفة الثاني ذاته : «رجم رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) ورجم أبو بكر ورجمت ، ولولا أنّي أكره أن أزيد في كتاب الله
__________________
(١) الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتّة. صحيح البخاري ٦ / ٢٦٢٢ وصحيح مسلم ٣ / ١٣١٧.
(٢) مقدّمة آلاء الرحمن ١ / ٢٢.
(٣) مقدّمة آلاء الرحمن ١ / ٢٢.
(٤) إشارة يعتبرها البحث جدُّ مهمّة.
(٥) م. ن ١ / ٢٢ ، ويلاحظ : موطّأ مالك ٢ / ٨٢٤ ، صحيح البخاري ١ / ٢٦٢٢ ، سنن البيهقي ٨ / ٢١٢.