على الذين قالوا بالتفسير الباطن ركوناً بآرائهم إلى مزاعم المكاشفة والوصول.
٤ ـ يتألّق المفسّر البلاغي كداعية من دعاة الوحدة الإسلامية ورجل من رجال التقريب بين المذاهب فهو يؤكّد : «حديث الثقلين المتواتر القطعي الذي ذكره إخواننا أهل السنّة في كتبهم وأوردوا من روايته عن الصحابة (رض) الذين سمعوه من رسول الله(صلى الله عليه وآله) أكثر من ثلاثين صحابيّاً»(١).
ولا أعلم كلاماً أرقّ من هذا ولا حديثاً يوحّد أبلغ منه.
المبحث الخامس
أسرار البلاغة القرآنية
من المقام الثاني في الفصل الرابع للمقدّمة تتّضح أبعاد الرؤية البلاغية للبلاغي عن القرآن :
١ ـ نعى على النحاة جمودهم على التقليد الذي أدّى بهم إلى عثرات الوهم وأحجام الشكوك ومنهم شرّاح ألفية ابن مالك.
٢ ـ شدّد النكير على إمام من أئمّة البلاغة ـ الزمخشري(٢) ـ وذلك لاعتقاده ـ ضمن مؤاخذات كثيرة عليه ـ بزيادة (لا) في قوله تعالى (لاَ أُقْسِم)(٣) الواردة بمواضع عديدة من القرآن.
__________________
(١) مقدّمة آلاء الرحمن ١ / ٤٣.
(٢) صاحب تفسير الكشّاف.
(٣) مثل : (فَلاَ أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ) سورة الواقعة الآية ٧٥. و (لاَ أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ)سورة البلد الآية ١.