٣ ـ لم يترك الشيخ البلاغي في هذا الصدد المنهج البياني في توضيح المراد ، بل أشار إلى أصوله وقواعده وفرّق بين مجازه والحقيقة ووضّح الاستعارة في التنبيه والكناية ، وناقش الزمخشري في كشّافه ونقد آرائه ولكنّه كعادته التجأ إلى الاختصار بدلا من الإطناب(١) وصرّح بأنّه ترك الكثير فقال : «ولولا الحمل على التحامل لذكرنا من الكشّاف وغيره أكثر من ذلك وفي ذلك كفاية لأولي الألباب»(٢).
٤ ـ كما شنّ هجوماً ضارياً على بعض المفسّرين في تتابعهم على رأي الزمخشري بخصوص (لا) وفي بعض آرائهم بزيادة (الواو) في قوله تعالى (وَلَوِ افْتَدَى بِهِ)(٣) ، (وَلِيُنْذَرُوا بِهِ)(٤) ، (وَفُتِحَتْ أبْوَابُهُا)(٥). وهو يقطع برأيه ـ البلاغي ـ بأنّها واو عطف على محذوف يدلّ عليه سياق القرآن.
٥ ـ اعتبر البلاغي أنّ دعوى الزيادة تلك يغتنمها أعداء الإسلام في فرصة الاعتراض.
٦ ـ حول أسرار البلاغة القرآنية ينصّ البلاغي : «إنّ جماعة وقفوا عن الوصول في بعض ما في القرآن الكريم من فرائد البراعة وفوائد البلاغة حتّى صار يلوح من تردّدهم أنّ ذلك مخالف لقواعد اللّغة العربية فاغتنم أعداء
__________________
(١) لاحظ : آلاء الرحمن ١ / ٨٨ وما يتلوها.
(٢) آلاء الرحمن ١ / ٩٥ وغيرها.
(٣) سورة آل عمران : ٨٥.
(٤) سورة إبراهيم : ٥٢.
(٥) سورة الزمر : ٧٣.