القرآن من ذلك فرصة الاعتراض»(١). ومن ذلك أثناء المعالجة العلمية للمجاز كباب من أبواب البلاغة التي سفّه فيها أحلام ابن تيمية ومحمّد بن عبد الوهّاب وفنّد عقائدهم حيث ذهبوا ـ الوهّابية ـ في تفسير الآيات الكريمة :
(الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى)(٢).
(وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَواتِ وَالأَرْضَ)(٣).
(عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامَاً مَحْمُوْدَاً)(٤).
إلى التجسيم دون الالتفات إلى مرامي القرآن من المجازات والتشبيه والاستعارات حتّى بلغ بهم أن قالوا عن الآية الأولى : يسمع له أطيط الرحل(٥).
المبحث السادس
الآفاق العلمية
من مزايا تفسير الآلاء هو اهتمامه بالظواهر العلمية والحقائق الكونية ، بمداخلة علمية تشريحية ـ لو جاز التعبير ـ يعتقد مفسّرنا البلاغي في المقام الرابع من الفصل الرابع للمقدّمة ميزان الرجاحة بين العقل والقلب وذهب إلى :
١ ـ مركز التعقّل والإدراك والاهتداء كما نسبه القرآن الكريم ـ حسب
__________________
(١) المقدّمة ١ / ٤١.
(٢) سورة طه : ٥.
(٣) سورة البقرة : ٢٥٤.
(٤) سورة الإسراء : ٧٩.
(٥) نقلاً عن كنز العمّال ١ / ٢٢٦.