٣ ـ وبعبارات موجزة لكنّها عالية المعنى في التركيز يعالج الشيخ قضية (خلق القرآن)(١) التي شغلت الأوساط الفكرية بل والسياسية الإسلامية ردحاً من الزمن ، بحيث أفضت إلى كثير من الاضطهاد والتنكيل لبعض الأعلام ، وهي : هل أنّ القرآن قديم أم مخلوق؟
يقول شيخنا ـ طاب ثراه ـ واجب الوجود هو الله سبحانه وتعالى ، وأنّ القرآن الكريم يصدع : (إنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً)(٢) والجعل هو الخلق ، وهذه من الاستدلالات المنطقية التي اشتهر بها الشيخ(٣).
٤ ـ وخاض في نفي التجسيم الذي آمنت به الظاهرية من الوهابية ومن اتباع ابن تيمية عند قوله تعالى (الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى)(٤) أو عند قوله تعالى (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ)(٥). ونفى (الرؤية) في محاولة لتنزيه الذات المقدّسة.
٥ ـ من محاججات الشيخ المفسّر حول المعني بهذه الآيات الكريمة (وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا ...)(٦) إنّهم الحجج والهداة وأصحاب العصمة الاختيارية مدلّلاً عليهم بالرموز الواردة والإشارات : هؤلاء ، الأسماء ،
__________________
(١) آلاء الرحمن ١ / ٥٣.
(٢) سورة الزخرف : ٣.
(٣) لاحظ في ذلك الآلاء ١ / ١١٩ ـ قضية خلق القرآن.
(٤) سورة طه : ٥.
(٥) سورة البقرة : ٢٥٤.
(٦) البقرة : ٣٢.