المبحث الرابع عشر
الحداثة في (الآلاء)
الشيخ المفسّر من العلماء الواعين ومن الفقهاء التجديديّين والمجتهدين العصريين ، واكب المستجدات العصرية وانتهج الأساليب الحضارية ، تصدّى لهجمات العصرنة بأدوات العصرنة ، فقد أتقن اللغات الإنكليزية والعبرية والفارسية روماً إلى أهدافه العظمى في مواجهة أعداء الإسلام والمسلمين ، فقد هاجر الهجرتين إلى سامرّاء والكاظمية.
عقلن التراث الإسلامي وأظهره ناصعاً جليّاً أرغم به أنوف المستشرقين وذوي الحملات الغربيّين وإرساليّات المبشّرين من اليهود والنصرانيّين ، كما نهض بوجه أصحاب البدع والضلالات والأهواء والإنحرافات من البهائيّين والوهّابيّين بمنهج الحوار ، يقول فيه القرآن الكريم في مناظرة الخصوم : (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابَ تَعَالَوا إلَى كَلِمَة سَوَاء ...) فهو يدعو في بدء المناظرة لخصمه بالتأييد والتسديد ويحيّيه قبل ذلك بالتحيّة.
برؤية حداثوية يتحدّث الشيخ عن الآية (لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِيْنَ) : «إنّ الفطرة وحكم العقل بعثت جميع الحكومات المتمدّنة على أن تجعل قوانينها الأساسية : من حكم عليه بجريمة توجب العقوبة ولو بسجن مدّة قليلة يكون ساقطاً باصطلاحهم عن الحقوق المدنية»(١).
__________________
(١) آلاء الرحمن ١ / ١٢٤.