طبعاً أعرف بنسب أستاذه من الشيخ الطوسي الذي لم يدرك ابن الجندي(١). فما ذهب إليه ابن داوود من أنّ لفظة (عمر) هي الأصحّ(٢) خطأ واضح. ويشار إلى أنّ محقّق تنقيح المقال(٣) قد سرد أسماء الكثير من مصادر المتأخّرين ممّن اختار لفظة (عمر) ثمّ نصّ على ترجيح لفظة عمران على ضوء عدد من القرائن ولكن يبدو لنا أنّ الحديث عن الترجيح لا مبرّر له بل من المقطوع به أنّ لفظة (عمران) هي الصحيح دون غيرها لأجل قرائن كثيرة أشرنا إلى بعضها أعلاه وسيقف القارئ على بعض آخر فيما بعد.
مولده:
قال الخطيب البغدادي: «ذكر [أبو عبدالله بن كثير] أنّ مولده آخر سنة ستّ وثلاثمائة. وقرأت بخطّ أبي الفضل بن دودان الهاشمي: مولد أبي الحسن بن الجندي يوم الخميس التاسع من المحرّم سنة سبع وثلاثمائة.
وقال لي علي بن المحسّن: أخبرني أبو الحسن بن الجندي أنّه ولد سنة خمس وثلاثمائة، وأنّ أوّل سماعه سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة»(٤). واللافت أنّ الاختلاف بين قول أبي عبدالله بن كثير والقول الثاني طفيف لا يكاد يذكر إذ أنّ
__________________
(١) حيث إنّ الشيخ ورد بغداد سنة ٤٠٨ ق (كتاب الغيبة للشيخ الطوسي: ٣٥٨) وقد توفّي ابن الجندي سنة٣٩٦ ق كما سنقرأ.
(٢) رجال ابن داوود: ٤٢.
(٣) راجع: تنقيح المقال ٨ / ٦ الهامش رقم ٣.
(٤) تاريخ بغداد٥ / ٢٨٢.