٥٩٦ ق): «ألحق الصغار بالكبار ... وكان بين سماعه وروايته إحدى وتسعون سنة»(١) كما قال الذهبي عن نفس المترجم له: «وانتهى إليه علوّ الإسناد»(٢).
ومن ذلك ما نجده في ترجمة أبي الوقت عبد الأوّل بن عيسى السجزي (٤٥٨ ـ ٥٥٣ ق) الذي بادر إلى السماع في سنة (٤٦٥ هـ) وهو ابن سبع سنين(٣)حيث نقل الذهبي عن بعض من عاصر أبا الوقت أنّه قال: « .... قد صحب الأشياخ وعاش حتّى ألحق الصغار بالكبار ... وكان آخر من روى في الدنيا عن الداوودي [٣٧٤ ـ ٤٦٧ هـ] وبقيّة أشياخه»(٤) ونحو ذلك قول ابن النجّار عن المحدّث الحافظ الكبير أبي طاهر أحمد بن محمّد السلفي (٤٧٥ ـ ٥٧٦ ق) حيث قال: «عمّر السلفي حتّى ألحق الصغار بالكبار»(٥) والملفت للنظر أنّ السلفي أيضاً ممّن بكّر في السماع حيث حضر مجلس رزق الله التميمي الحنبلي بأصبهان(٦) وقد توفّي التميمي سنة (٤٨٨ ق) وهذا يعني أنّ السلفي قد سمع منه وله أقلّ من ثلاث عشرة سنة.
وممّن وصف بهذا التعبير أيضاً أبو الفرج مسعود بن الحسن الثقفي الأصفهاني (٤٦٢ ـ ٥٦٢ ق) فقد قال عنه الذهبي: «طال عمره حتّى ألحق الصغار
__________________
(١) ذيل تاريخ بغداد ١ / ٩٤.
(٢) سير أعلام النبلاء ٢١ / ٢٦٠.
(٣) سير أعلام النبلاء ٢٠ / ٣٠٤.
(٤) نفس المصدر ٢٠ / ٣١٠.
(٥) سير أعلام النبلاء ٢١ / ٢٧.
(٦) سير أعلام النبلاء ٢١ / ٨.