الجرّاح بن علي بن زيد بن بكر بن حريش النَهشَلِي المعروف بابن الجندي، من أهل بغداد، كان قاضي الطيور يعرف طبائع الحمامات ويسأله الناس عنها، روى عن جماعة من المشهورين والمجهولين، حدّث عنه أبو مسعود البجلي وأبو ثابت القاضي وأبو الفتح السالار وأبو الحسين بن النقور وغيرهم، ذكره أبو كامل البصيري في المضافات: سمعت أبا مسعود أحمد بن محمّد الحافظ يقول: (لم يقرأ لنا ـ يعني أبا الحسن بن الجندي ـ تاريخ أبي معشر مجّاناً؛ أخذ منّا الدراهم، وأنتم تسمعونه مجّاناً)، حدّث عن أبي القاسم البغوي وأبي بكر بن أبي داود ويحيى بن محمّد بن صاعد وأبي سعيد الحسن بن علي العدوي ويوسف بن يعقوب النيسابوري، روى عنه أبو القاسم الأزهري والحسن بن محمّد الخلاّل ومحمّد بن علي بن مخلد الورّاق ومحمّد بن عبد العزيز البرذعي وأحمد بن محمّد بن أحمد العتيقي وغيرهم، وكان يضعَّف في روايته و ...» ثمّ نقل ما جاء في كلام الخطيب(١) ومن الواضح أنّ السمعاني قد عوّل في قسم كبير من هذ الترجمة على ما أورده الخطيب من معلومات.
أمّا ما لا نجده في كلام الخطيب فسوف نتناوله بحثاً وتقويماً أيضاً في نهاية هذا القسم كما وعدنا.
٣ ـ أبو عبد الله محمّد بن عثمان الذهبي (٧٤٨ ق):
ترجم الذهبي في غير واحد من كتبه للشيخ ابن الجندي ولكن الأكثرية
__________________
(١) الأنساب ٣ / ٣٥٣.