الساحقة من المعلومات التي أوردها عنه نجدها في كلام الخطيب البغدادي(١) إلاّ قوله «كان آخر من بقي ببغداد من أصحاب ابن صاعد، شيعي»(٢) وسنتحدّث عنه عند دراسة أساتذة ابن الجندي.
٤ ـ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي (م ٥٩٧ ق):
لم يخصّه ابن الجوزي بترجمة مستقلّة ولكنّه أورد في كتابه الموضوعات من طريق ابن الجندي حديثاً في فضائل أمير المؤمنين عليهالسلام وإليك نصّه: «أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بن مُحَمَّدِ بن عبد الله الْبَيْضَاوِي قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمد بن مُحَمَّد ابن عِمْرَانَ بن مُوسَى الْمَعْرُوفُ بِابن الجندي قَالَ: حَدَّثَنِي خَالِي إِبْرَاهِيمُ بن أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بن الْحُبَابِ قَالَ: أَنْبَأَنَا خَالِدُ بن خِدَاش قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ ابن سَلَمَةَ عَنْ ثَابِت عَنْ أَنَس قَالَ: كُنَّا يَوْماً مَعَ عَليّ بن أبي طَالب رَضِي اللَّهُ عَنْهُ فِي السُّوقِ فَرَأَى بَطِّيخًا فَحَلَّ دِرْهَمًا ثُمَّ دَفَعَهُ إِلَى بِلال وَقَالَ: اذْهَبْ بِهِ فَاشْتَرِي بِهِ بَطِّيخاً، فَمَضَى وَمَضَيْنَا مَعَهُ إِلَى مَنْزِلِهِ، وَأَتَى بِلالٌ بِالْبَطِّيخِ فَأَخَذَ عَلِيٌّ مِنْهُ وَاحِدَةً فقوّرها ثمَّ ذاقها فَإِذا مُرَّةٌ فَقَالَ: يَا بِلالُ خُذِ الْبَطِّيخَ فَرُدَّهُ وَائْتِنَا بِالدِّرْهَمِ، وَأَقْبِلْ حَتَّى أُحَدِّثُكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ [وآله] وَسَلَّمَ بِحَدِيث.
فَلَمَّا رَجَعَ بِلالٌ قَالَ: يَا بِلالُ إِنَّ حَبِيبِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ [وآله]وَسَلَّمَ قَالَ لي وَيَده على منكبي: يَا أَبَا الْحَسَنِ إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَخَذَ مَحَبَّتَكَ عَلَى الْبَشَرِ
__________________
(١) تاريخ الإسلام ٨ / ٧٦٢؛ سير أعلام النبلاء ١٦ / ٥٥٥ ـ ٥٥٦، العبر في خبر من غير ٢ / ١٨٨.
(٢) ميزان الاعتدال ١ / ١٤٧.