وهو ما يطفو على الماء من ميّت السمك)(١) ، ويقول لهم : يا بيّاعي مسوخ بني إسرائيل ، وجند بني مروان ، فقام إليه فرات بن الأحنف ، فقال له : يا أمير المؤمنين : وما جند بني مروان؟
فقال : أقوام حلقوا اللحى وفتلوا الشوارب ، فمسخهم الله تعالى(٢) ، وغير خفي أنّ المسخ لا يقع من الله إلاّ على المعاصي الكبيرة.
وقد اكتفى العلاّمة المجلسي والمحدّث البحراني في الحدائق والفيض الكاشاني في الوافي بهذا الحديث في الحكم بالحرمة(٣) ، وهو حجّة كافية للفقيه ، واحتمال كون الحرمة بمجموع الحلق والفتل معاً كاحتمال اختصاص الحكم ببني إسرائيل من الواهيات التي لا يحتملها أهل العلم ، ومن رزقه الله لحن الخطابات ومساق المحاورات.
ومنها : ما رواه الشيخ الصدوق في الفقيه في باب غسل يوم الجمعة ، ودخول الحمّام مرسلاً عن رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، أنّه قال : «حفّوا الشوارب واعفوا اللحى ، ولا تشبّهوا باليهود ، وفي بعض نسخ الرواية : ولا تشبّهوا بالمجوس»(٤).
__________________
(١) مجمع البحرين ١ / ٢٧٦ (مادة : طفا).
(٢) في المطبوع زيادة : (مار ماهي) والرواية في الكافي ١ / ٣٤٦ ح ٣ باب ما يفصل به دعوى المحقّ والمبطل في أمر الإمامة ، وسائل الشيعة ٢ / ١١٦ ح ١٦٦١ باب عدم جواز حلق اللحية واستحباب توفيرها.
(٣) حلية المتّقين (المعرب) : ٢٤٤ وفي حلية المتّقين الفارسيّة : ١٠١ ، الحدائق الناضرة ٥ / ٥٦١ ، الوافي ٦ / ٦٥٨.
(٤) من لا يحضره الفقيه ١ / ١٣٠ ح ٣٢٩ ، وسائل الشيعة ٢ / ١١٦ ح ا باب عدم جواز حلق اللحية واستحباب توفيرها.