على أنّ المرجع في دلالة اللفظ هو إرادة المتلفّظ»(١) ، ولهذا يقول الرازي في تعريفه المفرد : «اللفظ الدالّ (بالمطابقة) إمّا أنْ لا يدلّ شيء من أجزائه على شيء ـ حين هو جزؤه ـ وهو : (المفرد) كالأبكم»(٢) ، من غير ذكر (الإرادة) ، فلعلّ هؤلاء (المتأخّرين) أو (بعضهم) خافوا وهم القارئ وغفلته عن (الإرادة) ، فزادوا هذا القيد تحرّزاً ، ولعلّ بعضهم لا يرى (الإرادة) شرطاً للدلالة فقيّد تعريفي المفرد والمركّب بهذا القيد.
وهنا تظهر بعض نباهة الشيخ مَيْثَم ، فذكر (الإرادة) في تعريفه مستغنياً بها عن ذلك القيد المستحدث.
والشيخ مَيْثَم إذْ يعترض على زيادة قيد (من حيث هو جزؤه) ، فإنّه ينسبها إلى (المتأخّرين) دون أنْ يذكرهم ، كما ينسب تعريفه إلى (المتقدّمين) دون أنْ يذكرهم أيضاً ودون أنْ يدّعي الريادة لنفسه في ذلك ، ومن خلال نظرة سريعة يمكننا القول إنّ ممّن زاد هذا القيد الإمام فخر الدين الرازي ، وقد ظهر في المبحث الأوّل من هذا الفصل عناية الشيخ مَيْثَم واحترامه للإمام الرازي مما يدفعنا إلى الظنّ أنّه ممّن يعنيهم الشيخ مَيْثَم.
يقول الإمام الرازي : «اللفظ (بالمطابقة) إمّا أنْ لا يدلّ شيءٌ من أجزائه على شيء ـ حين هو جزؤه ـ وهو (المفرد) كالأبكم. وإمّا أنْ يدلّ كلّ واحد
__________________
(١) الإشارات والتنبيهات لابن سينا ١/١٤٥.
(٢) المحصول في علم اصول الفقه للرازي ١/٣٠١.