وتصوّر (الأشجار) وغيرها من الموجودات الخارجية ، وقد لا يوجد في الخارج ، كتصوّر (طائر العنقاء) و (اجتماع النقيضَيْن) وغيرها من المفاهيم الذهنية التي يمكن تصوّرها في الذهن دون أنْ يكون لها تحقّق في الخارج ، فهو تصوّر مجرّد «لا يستتبع جزماً ولا اعتقاداً»(١).
وعوداً إلى الجزئي والكلّي ، فلبيانهما نورد التوضيح(٢) الآتي تقريباً للفكرة قبل تبيان تعريف الشيخ مَيْثَم :
إنّ الإنسان ليدرك الموجودات التي تحيط به ويعيها بما يرسم في ذهنه صورة لها ، نحو : هذا الكتاب ، وهذا القلم ، ويوسف (حال كوْنه موضوعاً علماً لشخص معيّن) ... إلخ ، وإذا تأمّلها يجد أنّ كلاًّ منها لا ينطبق على فرد آخر ، فهي موضوعة لذلك المعيّن دون سواه ، وهو المفهوم (الجزئي).
ثمّ إنّ الإنسان إذا أدرك جزئيّات متعدّدة ، وقاس بعضها إلى بعض ، فوجد أنّها تشترك في أمر ما أو عدّة أمور ، انتزع منها صورة أحد تلك الأمور التي تشترك فيها جميعها ، كما لو رأى (خيلاً) و (نسراً) و (سلحفاةً) ، فإنّ للذهن أنْ ينتزع أمراً تشترك فيه هذه الأمثلة الثلاثة ، وهي (الحيوانية) ، فإذا انتزع الذهن «مفهوماً شاملاً ينطبق على كلّ واحد منها ، فإنّ هذا المفهوم الشامل أو (الصورة المنتزعة) هو المفهوم (الكلّي)»(٣).
__________________
(١) المقرّر للحيدري ١/٢١.
(٢) راجع : المقرّر للحيدري ١/٩٣ والمرشد في علم المنطق : ١٠٥ ـ ١٠٦.
(٣) المقرّر للحيدري ١/٩٣.