نفس تصوّر معناه غير مانع من وقوع الشركة فيه ، وهو أسلوبٌ شائعٌ في كتابات الأقدمين.
وأكتفي في هذه النقطة بالبيان السابق ، لما ذكرته من استطراد الشيخ في طرح مسائل بعيدة عن بغيتنا من تقسيمات للفظ المفرد الكلّي وسواها.
* ثالثاً (١) : وحدة اللفظ والمعنى وتعدّدهما
يتطرّق الشيخ مَيْثَم هنا إلى بيان النسبة بَيْن الألفاظ ومعانيها في تقسيم ثالث للفظ المفرد كما صنّفه بعضهم(٢) ، والشيخ لم يفعل ذلك ، وإنّما جعله مبحثاً من غير أنْ يجعله قسيماً لآخر أو أنْ يُشير إلى ذلك ، وهو في ذلك إمّا أنّه أهمل هذا التقسيم تجاوزاً أو أنّه لا يراه قسماً من اللفظ المفرد ، خصوصاً وأنّه بدأ البحث السابق لهذا البحث واللاحق له بقوله : (اللفظ المفرد) ، خلافاً لهذا البحث ، فإنّه يشرع فيه بالقول : (اللفظ والمعنى ...) من غير أنْ يخصّص اللفظ بالمفرد كما فعل في البحث الذي يسبقه والبحث الذي يليه. هذا مع ملاحظة أنّ الشيخ مَيْثَم في هذا البحث يتعامل في أمثلته مع ألفاظ مفردة ولم يورد أي لفظ مركّب.
وفي الحقيقة يمكننا أنْ نعدّ هذا البحث مقدّمة مناسبة لمباحث (فقه
__________________
(١) جعلتُ هذا العنوان (ثالثاً) بعدما حذفت البحث الثالث بحسب تقسيم الشيخ مَيْثَم ، وهو الذي كنت قد عنونته بـ : (أقسام الكلّي).
(٢) المحصول للرازي ١/٣١١.