على معنىً لا في نفسها»(١) ، و (إمّا أنْ يستقل) ، أي وإمّا أنْ يستقلّ معنى اللفظ المفرد بالمفهومية ، ومعنى ذلك أنْ يدلّ اللفظ على معنىً في نفسه ، لا أنْ تتوقّف دلالته على معناه بأمر خارج عنه كما هو في الحرف ، وهذا اللفظ ـ المستقلّ بالمفهومية ـ إمّا (أنْ يستلزم معناه الوقوع في أحد الأزمنة الثلاثة المعيّنة) ، وهي المضي والحال والاستقبال ، وهو (الفعل) ، أو لا يستلزم معناه الوقوع في أحد الأزمنة الثلاثة ، وهو (الاسم). «فهذه القسمة دائرة بَيْن النفي والإثبات فتكون حاصرة ، أي لا يمكن الزيادة فيها ولا النقصان»(٢).
وبعد أنْ يحدّد الشيخ مفاهيم الحرف والفعل والاسم ، يستطرد فيما يمكن أنْ نطلق علَيْه (توضيح التحديد) أو ردّ ما يُمكن أنْ يُتوهّم ، وذلك في أسلوب غير مباشر ، وكأنّ الشيخ يردّ على مَن قد يتوهم أنّ المائز بَيْن (الفعل) و (الاسم) هو ارتباط (الفعل) بأحد الأزمنة الثلاثة فحسب ، فإنّ الاسم أيضاً قد يرتبط بأحد الأزمنة الثلاثة ، فليس كلّ لفظ ارتبط بالزمان هو فعل. نعم ، الفعل (يستلزم) الوقوع في أحد الأزمنة الثلاثة ، فلا يُتصوّر فعلٌ من غير الوقوع في أحد الأزمنة ، بخلاف الاسم ، فإنّه قد يرتبط بأحد الأزمنة أو بالزمان مطلقاً وقد لا يرتبط ، فكأنّما الشيخ مَيْثَم يُشير إلى وجود مائز آخر دون أنْ يصرّح به ، ولذلك ذهب بعضهم إلى القول : إنّ اللفظ المفرد المستقلّ بالمفهومية «إمّا أنْ يدلّ بهيئته ـ أي بحالته التصريفية ـ على أحد الأزمنة
__________________
(١) شرح الرضي على الكافية للأسترابادي ١/٣٠.
(٢) نفس المصدر.