الثلاثة ، الماضي والحال والاستقبال فهو الفعل ... »(١).
والشيخ مَيْثَم إذْ لا يصرّح بالمائز بَيْن (الفعل) و (الاسم) فإنّه يعمد إلى تقسيم الاسم مستنداً إلى ارتباطه بالزمان ، فالاسم قد لا يدلّ على الزمان ، وقد يدلّ عليه ، فإنْ دلّ عليه فإنّه قد يدلّ على معنىً هو الزمان نفسه ، كلفظ الزمان ، أو يدلّ على معنىً هو جزءٌ من الزمان ، كلفظ اليوم ولفظ الغد ، فاليوم جزءٌ من الزمان لا الزمان كلّه ، وكذلك الغد ، وقد يدلّ على معنىً مركّب أحد أجزائه الزمان ، كلفظ الصبوح ولفظ الغبوق.
المبحث الثالث : الترادف
في هذا المبحث ، يتناول الشيخ مَيْثَم قضية (الترادف) ، وهي قضية يدرسها اللغويون عادة في مباحث علم (فقه اللغة) بوصفها ظاهرة لغوية تتميّز بها اللغة العربية ، وناقشها بعضهم محاولاً تفنيد وجودها ، إمّا مطلقاً أو مقيّداً إيّاها ، كما تناولها علماء أصول الفقه والمنطق نظراً لبحثهم في دلالات الألفاظ ، وقد توسّع البحث فيه بَيْن مُثبت ومنكر ، ومضيّق وموسّع ، ومقيّد ومقسّم ، وهنا لن نتناول كلّ الجوانب التي نالتها دراسات الأقدمين والمتأخّرين ، وإنّما سنكتفي بما أوْرَده الشيخ مَيْثَم.
وقبل الشروع في استعراض ما طرحه الشيخ مَيْثَم في هذا المبحث ، نذكر بما مرّ في المبحث السابق عن الترادف ، إذْ ذكره الشيخ ضمن بيانه
__________________
(١) الإبهاج في شرح المنهاج للسبكي ١/٢٠٨.