النسب بين الألفاظ ومعانيها ، وأشار إلى أنّ الترادف يكون في لغة واحدة ، ومثّل له بـ : (الليث) و (الأسد) ، وكذلك في لغتَيْن نحو (ماء) و (آب) وهي كلمة فارسية بمعنى (ماء).
* أولاً : تعريف الترادف
الترادف هو «كوْن لفظَيْن مفردَيْن ، أو ما زاد عليْهما دالَّيْن بالوضع على معنىً واحد باعتبار واحد»(١) ، وهو نفسه تعريف الإمام الرازي مع اختلاف بسيط وزيادة لافتة ، فالرازي يعرّف الألفاظ المترادفة بالقول : «هي الألفاظ المفردة الدالّة على مسمّى واحد ، باعتبار واحد»(٢).
فالترادف قد يكون بَيْن لفظَيْن أو أكثر ، وهو ما يصرّح به الشيخ مَيْثَم في تعريفه ، وإذا كان الرازي جعلها جمعاً فربما يُقال لأنّه أراد أنْ يعرّف جمعاً ، وهو لا يمنع أنْ يكون الترادف بَيْن لفظَيْن ، فليس هنا مَوْضع النقاش ، وإنّما النقاش في زيادة الشيخ مَيْثَم لقَيْد (الوضع) ، فبه أخرج الألفاظ الدالّة بالدلالة الطبَعية والعقلية ، وهو ما لم يفعله الرازي في تعريفه السابق.
وقد احترز بـ : (الإفراد) عن الاسم والحدّ؛ لأنّ الحدّ مركّب ، وبـ : (اعتبار واحد) عن اللفظَيْن ـ أو أكثر ـ الدالَّيْن على الشيء الواحد بأكثر من اعتبار ، كاعتبار الصفة والذات ، كما في مثال الشيخ (الصارم والسّيْف) ، فـ :
__________________
(١) شرح نهج البلاغة للبحراني ١/٥٠.
(٢) المحصول في علم أصول الفقه للرازي ١/٣٤٧.