(الصارم) صفة للسّيْف بمعنى (القاطع) ، و (السّيْف) اسم للذات ، فكلّ صارم سَيْف ، وبعض السّيْف صارم ، أو كاعتبار الصفة وصفة الصفة ، نحو : الناطق والفصيح ، فـ : (الناطق) صفة للإنسان ، و (الفصيح) صفة للناطق ، فإنّ هذه الألفاظ كلّها من الألفاظ (المتباينة) كما مرّ في المبحث الثاني من هذا الفصل.
* ثانياً : أسباب الترادف
اعتاد الباحثون في تناولهم لموضوع الترادف على سرد أسباب عدّة لهذه الظاهرة اللغوية ، والشيخ مَيْثَم يستعرض سببَيْن لتوافر هذه الظاهرة ، أحدهما أقلّ وجوداً من الآخر ، وتتفرّع من هذَيْن السببَيْن أسبابٌ ثلاثة.
فالأسماء المترادفة إمّا أنْ تكون من واضع واحد أو من واضعَيْن اثنَيْن ، والسبب الأوّل أقلّ وجوداً من السبب الثاني ، أي أنّ الأسماء المترادفة بوَضْع واضع واحد أقلّ وجوداً من تلك الأسماء المترادفة بوضع واضعَيْن.
أمّا السبب الأوّل ، وهو وحدة الواضع ، فإنّ له سببَيْن :
الأوّل : طلباً للتسهيل والقدرة على الفصاحة ، «والتوسّع في مجال البديع أي في سلوك طرق الفصاحة وأساليب البلاغة في النظم والنثر»(١) ، فربّما احتاج الشاعر إلى التعبير عن معنىً ما ، وهذا المعنى يحمله لفظٌ معيّن لا يتناسب وقافية القصيدة أو وزنها ، فيلجأ حينئذ إلى لفظ آخر يتناسب وقافية القصيدة أو وزنها يحمل المعنى ذاته ، والأمر نفسه ينطبق على مراعاة أساليب
__________________
(١) الإبهاج في شرح المنهاج للسبكي ١/٢٤١.