يقول ابن جني : «وكلمّا كثُرت الألفاظ على المعنى الواحد كان ذلك أولى بأنْ تكون لغات لجماعات ، اجتمعت لإنسان واحد ، من هَنَّا ومن هَنَّا»(١).
والشيخ مَيْثَم لا يفصّل في المسألة ، وإنّما يكتفي بالقول : «يجوز أنْ تصطلح إحدى القبيلتَيْن على اسم للشيء غير الاسم الذي اصطلحت علَيْه القبيلة الأخرى ثمّ يشتهر الوضعان بعد ذلك معاً»(٢). غير أنّ بعض الباحثين يُرجِع شيوع عدّة أسماء للمعنى الواحد بسبب اصطلاح كلّ قبيلة إلى جملة أسباب ، منها : احتكاك القبائل العربية ببعضها بعضاً ، ونشأة اللغة العربية المشتركة ممّا أدّى إلى جمع ألفاظ القبائل(٣) ، وما نُقل من أنّ بعض القبائل كانت تتخيّر أفضل الكلام وأصفاه. يقول ابن فارس (ت ٣٩٥ هـ) : «كانت قُرَيْش ، على فصاحتها وحُسن لغاتها ورِقّة ألسنتها ، إذا أتتهم الوفود من العرب تخيّروا من كلامهم وأشعارهم أحسن لغاتهم وأصفى كلامهم. فاجتمع ما تخيّروا من تلك اللغات إلى نحائزهم وسلائقهم التي طبعوا عليها»(٤).
* ثالثاً : صحّة إقامة كلّ واحد من المترادفَيْن مقام الآخر
يطرح الشيخ مَيْثَم هنا سؤالاً مفاده : هل يصحّ إقامة كلّ واحد من
__________________
(١) نفس المصدر ١/٣٧٤.
(٢) شرح نهج البلاغة للبحراني ١/؟؟.
(٣) راجع : فصول في فقه اللغة : ٣١٦.
(٤) الصاحبي : ٢٨ (باب القول في أفصح العرب).