والضعف عنوان جامع لموارد الطعن والغمز على الراوي ، سواء كان الطعن في نفسه ، أم في حديثه ، أم في مذهبه وعقيدته ، ولاسيّما مع عدم التخصيص ، وذكر السيّد حسن الصدر «أنّه قدح مناف للعدالة»(١) ، وقال المحقّق علي أكبر غفّاري : «قولهم : (ضعيف) ، لا ريب في دلالته على الذمّ والقدح ، بل عدّه جمع منهم ثاني الشهيدين ـ رحمهما الله ـ من ألفاظ الجرح ، وقال بعض الأجلّة : (إنّه لا ريب في إفادته سقوط الرواية وضعفها) وإن لم يكن في الشدّة مثل أكثر ما سبق ، فيتميّز عند التعارض ، وأمّا إفادته القدح في نفس الرجل فلعلّه كذلك ، حيث أطلق ولم يكن قرينة كتصريح أو غيره على الخلاف. ولعلّه عليه يبتنى ما حكاه المولى الوحيد البهبهاني ـ رحمه الله ـ عن الأكثر ، من أنّهم يفهمون منه القدح في نفس الرجل ، ويحكمون به بسببه. لكنّه قد تأمّل هو ـ رحمه الله ـ في ذلك ، نظراً إلى أعمّية الضعف عند القدماء من الفسق ، لأنّ أسباب الضعف عندهم كثيرة ، فإنّهم أطلقوه على أشخاص لمجرّد قلة الحفظ ، أو سوء الضبط ، أو الرواية من غير إجازة ، والرواية عمّن لم يلقه أو الرواية لما ألفاظه مضطربة ، أو الرواية عن الضعفاء والمجاهيل ، أو رواية راو فاسد العقيدة عنه ، أو أبرز الرواية التي ظاهرها الغلوّ أو التفويض أو الجبر ، أو التشبيه ، أو نحو ذلك ممّا لا يوجب الفسق ، فكما أنّ تصحيحهم غير مقصور على العدالة ، فكذلك تضعيفهم غير مقصور على الفسق ، كما لا يخفى على من تتبّع وتأمّل. وقد يعترّض عليه بأنّ فهم الأكثر منه القدح في نفس الرجل إنّما هو عند الإطلاق ، والموارد التي أشار إليها ممّا قامت
__________________
(١) نهاية الدراية : ٤٣١.