فيه قرينة على الخلاف ، ولا مانع من استفادة الجرح منه عند الإطلاق وعدم القرينة»(١).
وسيتّضح بعد قليل أنّ القول بالضعف المطلق للسيّاري ممّا لا سبيل إلى القبول به ، مع كثرة القرائن والمرجّحات على ثبوت ظاهر العدالة ، ومقبولية رواياته عند الطائفة المحقّة ، كما أنّ إثبات مطلق الضعف يحتاج إلى شهادة حسّية معتبرة ، وليس بين أيدينا إلاّ آراء اجتهادية ناشئة من إعمال الذوق الاجتهادي المبني على الظنّ والحدس ، قال الشيخ علي النمازي الشاهرودي في تعليقه على تضعيف السيّاري : «وعندي أنّ تضعيفه لما روى في كتاب القراءات من الآيات النازلة في الولاية ، وإسقاط بعض كلماته وفيها الغلوّ والتخليط بزعمهم»(٢).
٢ ـ التخليط :
وقد جاءت هذه التهمة عرضاً في طرق النجاشي والطوسي إلى كتب السيّاري ، قال النجاشي : «أخبرنا الحسين بن عبيد الله قال : حدّثنا أحمد بن محمّد ابن يحيى ، وأخبرنا أبو عبد الله القزويني قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى ، عن أبيه قال : حدّثنا السيّاري ، إلاّ ما كان من غلوّ وتخليط»(٣) ، وقال الطوسي : «أخبرنا بالنوادر خاصّة الحسين بن عبيد الله ، عن أحمد بن محمّد بن يحيى ، قال :
__________________
(١) دراسات في علم الدراية : ١٣٢ ـ ١٣٣.
(٢) مستدركات علم رجال الحديث ١٥ / ٤٤٦.
(٣) رجال النجاشي : ٨٠ ، نقد الرجال ٥ / ١٨٢.