في الجمود على واقع انقضى أمده ، ليُعطِّل من وجهة نظرهم كثيراً من الأحكام السياسية والاجتماعية للدين.
الهدف من تأليف الكتاب :
لم ينوِ المؤلِّف في بدء أمره القيام بشرح كتاب الشرائع بناءً على ما نُقِل عنه ، بل كان رحمهالله يقصد تنظيم ملاحظاته ومراجعاته حول مختلف المباحث الفقهية للاستفادة الشخصية ، وقد بيّن في مقدّمة كتابه أنّ الدواعي من انتخاب كتاب الشرائع لشرحه كانت هي خصوصيّات الكتاب في الإحاطة والبيان والإتقان ورجوع المتأخّرين إليه ، وأنّ الهدف من شرحه إنّما كان إخراج فوائد الكتاب وإيضاح دقائقه ورفع الإجمال وبيان أخطاء الشرّاح والإتيان على الأقوال ومستنداتها بأوجز العبارات.
ونُقل عن التكملة أنّ الشيخ قال في جملة كلام له مع تلميذه فقيه عصره الشيخ محمّد حسن آل يس عن كتابه الجواهر في قصّة طويلة : «والله يا ولدي أنا ما كتبته على أن يكون كتاباً يرجع إليه الناس ، وإنّما كتبته لنفسي حين كنت أخرج إلى العذارات ـ منطقة تعود إلى أخواله في إحدى مناطق الحلّة ـ وهناك أُسأل عن المسائل وليس عندي كتب أحملها لأنّي فقير ، فعزمت على أن أكتب كتاباً يكون لي مرجعاً عند الحاجة ، ولو أردت أن أكتب كتاباً مصنّفاً في الفقه لكنت أحبّ أن يكون على نحو رياض المير السيّد علي»(١).
__________________
(١) انظر : مقدّمة الجواهر ١ / ٢١.