وأضاف الشيخ المظفّر قائلاً : «والحقّ أنّ الكتاب بما فيه من البسط وعدم الترتيب شاهد على صحّة هذا النقل من أنّه كتبه ليكون مذاكرات ومرجعاً له خاصّة لا على أسلوب التأليفات المنمّقة ، ومن هنا نعرف السرّ فيما كان يصنعه كثيراً، من اقتطاف نصّ عبارات الرياض وشرح اللمعة من دون الإشارة إلى المصدر ولا إلى ما يشعر بالاقتطاف»(١).
تاريخ البدء بالتأليف :
المعروف أنّ المؤلّف بادر إلى تأليف الكتاب وهو في الخامسة والعشرين من عمره ، وقد كتب السيّد محمّد باقر الخوانساري في الروضات أنّ النجفي في سنة (١٢٦٢هـ) كان قد بلغ من العمر سبعين عاماً ، فيُخمّن أن يكون بدء تأليفه سنة (١٢١٧هـ) (٢).
قال الشيخ المظفّر : «المعروف أنّه شرع في تأليفه من كتاب الخمس على غير الترتيب ، وكتاب الخمس فرغ منه بتاريخ (١٢٣١هـ) كما سجّل في آخره بخطّه الشريف(٣) ، وآخر ما كتبه منه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وانتهى منه سنة (١٢٥٧هـ) كما سجّل في آخره وبخطّه أيضاً(٤). ولكن الشيخ آقا بزرك الطهراني حفظه الله استنتج أنّ أوّل كتاب شرع فيه هو كتاب الطهارة ، بدليل أنّه ذكر
__________________
(١) مقدّمة الجواهر ١ / ٢١.
(٢) روضات الجنّات ٢ / ٣٠٥.
(٣) جواهر الكلام ١٦ / ٥٦٠.
(٤) جواهر الكلام ٢٢ / ٦٩٦.